قالوا عنه

قال عنه العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله :

الأستاذ الريسوني..من الذين حملوا ميراث النبوة، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين

الأخ الأستاذ الدكتور أحمد الريسوني أحد العلماء الفضلاء المرموقين في المغرب، المعروفين في المشرق، وهو من القلائل الذين جمعوا بين العلم والعمل، وربطوا بين الفقه والدعوة، ومزجوا بين الفكر والحركة. وهو أحد الأعلام الذين خدموا الفقه المقاصدي للشريعة، وجلّوه، وأزاحوا الغبار عنه للدارسين وطلاب العلم. مجددا بذلك عمل أئمة المقاصد في المغرب: الشاطبي قديما، وابن عاشور حديثا.
وهو من الخلف العدول، الذين حملوا ميراث النبوة، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وهو من أوائل العلماء الذين وقفوا معي في تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي اتخذ شعاره قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}[الأحزاب:39]، وهو أهل لأن يستفاد منه على مستوى الفقه والفتوى، وعلى مستوى الدعوة والإعلام. أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا.
نفع الله به، وبارك في جهوده، وختم لنا وله بخير ما يختم لعباده الصالحين. وآخر دعوانا: أن الحمد له رب العالمين.

الفقير إليه تعالى

يوسف القرضاوي,

قال عنه الدكتور محمد بولوز:

 محمد بولوز: الدكتور أحمد الريسوني شغوف بالحرية والإبداع، لا يجمد أبدا على الأشكال

أخونا الدكتور أحمد الريسوني حفظه الله عملة نادرة في صف الحركة الإسلامية أكرمنا به الله في بلاد الغرب الإسلامي ونفع به المشرق أيضا، من عرفه أحبه، ومن عاشره شغف بخصاله وجميل صفاته وعظيم أخلاقه، ترى فيه الصبر يمشي على قدمين، والتواضع يدب على الأرض، والحياء يتصبب من جبينه وخديه، ويغلب جفنيه فيمنعان عن عينيه إطالة النظر في الناس والتحديق فيهم، سهل ميسر، بسيط ممتنع، له في مجالس الجد هيبة، شغوف بالحرية والإبداع، لا يجمد أبدا على الأشكال، وحدوي حتى النخاع، يعظم التنظيم ويبغض تضييع الأوقات، ويجل المؤسسات ولا يضيق بالاختلاف، رسالي في علمه وتخصصه وكتاباته، مقاصدي في حله وترحاله، شجاع في إبداء رأيه ولو خالفه من حوله، لا يجامل في الحق ولو أقرب الناس إليه، ولا تملك القلوب الصادقة إلا أن تجتمع حوله ولو اختلفت معه، رؤوف بإخوانه، حريص عليهم جميعا إلا من غلبه على نفسه، يحب التوافق ويكره المغالبة، يختار ألفاظ خطابه، ويتجنب الجرح ويتوسط في التعديل..
هكذا وجدت الريسوني بعد بركة الوحدة، وهكذا أحببته في ذات الله، أسأل الله لي وله الثبات، والرقي قدما في المكرومات، في هذه الحياة وبعد الممات.

محمد بولوز,

الشيخ الدكتور عادل رفوش

العلامة الريسوني: مجلس علمي أعلى ..

حينما أقول بأن من أعقل علماء المغرب المعاصرين؛ العلامة الفقيه المقاصدي الكبير أحمد الريسوني فلا يلومننا أحد ولا تأخذن الحمية حمية الجاهلية أحداً ..
فإذا كان العلم هو “دقة الفقه”؛ فالرجل ذكي المعنى رشيق العبارة، وإن كان العلم هو”العمل” فالرجل ما علمناه إلا صادقاً زاهداً ناجزاً جاهزاً، وإن كان العلم هو”البلاغ”فالرجل صادع بالحق صاعدٌ بالبيان؛ لا يمنعه عن القول الواجب الحكيم هجمة ناس ولا وثير لِباس ؛ ولا بريق ألماس ولا تلويحٌ بِبَاس ؛ من الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ؛ يبينها ولا يكتمها؛ وإني لأغبطه على ما يهدى إليه؛ وأستحسن المتين الذي يقف عليه؛ سهلاً ممتنعاً رضي الله عنه وأرضاه ..
وإنني إذ أقول هذا الواجب ثناء على الصالحين في زمن المخذلين والجاحدين؛ لأرجو من ذلك بعد المثوبة من الله أن يكون فيه تحفيزٌ لعلمائنا الأبرار أن يقوموا بالواجب عليهم بياناً وإعلاناً في كل شئون الدين والدنيا؛ فإننا في المغرب نحظى بأخيارٍ لهم منزلة في العلم والعقل، ولكنهم أخلوا بالواجب في الثلاثة الأخرى التي تميز بها الريسوني وفاقهم فيها وإن كان لبعضهم بعض نصيب :
1 – ذكاء فقه
2 – زكاء زهد
3 – صدْحٌ وصدع
وأما بقية إخواننا من أهل العلم فإن بعضهم أصيب بألوان من الخمول والضمور :
1-فإما تكوين حسن بتبيين ليس بالحسن ..
2-وإما تبيين ليس بالحسن مع تكوين دون المستحسن
3-وإما لا تكوين ولا تبيين ..
وكل من الأصناف الثلاثة لا يسمى عالماً على الحقيقة؛ فالأول يستحقها مجازاً بالآلة ؛ وأما الأخيران فادعاءً بالعادة …
-فأي فائدة منك أيها الشيخ الكريم وقد فقهت من علوم الشريعة ما تيسر، ثم كان قصاراك منصب أو كرسي أو أضواء ؛ ليقال عالم أو قارئ؛ فوالله إنك لتعلم بأنك لم تسد إلا على العبيد ؛ وأما ما يتفاضل فيه الرجال ويتنافس فيه الأسياد فأنت تعلم تقصيرك فيه وتأخرك عن سَنِيِّ درجاته ..
-وأي فائدة منك أيها الشيخ وأنت تدعي حماية العقيدة وادعاء السلفية ورعاية التوحيد ثم إذا جاء لُب ذلك واقعاً كُنْتَ آخر الناس وربما لم تكن أصلاً كما في مسألة النقاب ومسألة المرتد وغيرها كثير..
إن نموذج العالِم الريسوني لحري بالاقتداء ونحن نتغيى “صناعة العالِم” في واقعنا وفي معاهدنا..
فهو رجل أخذ بتكوين مستجاد ثم هرع إلى الوطن وإلى العالَم بما من التكوين يُستفاد ببصيرة وحكمة؛ فلم يتوقف عند محفوظات يكررها عند السواري، ولم يتقبب عند مكررات يبهر بها العوام، ولم يتقوقع في متون لينال بها الكراسي، ولم يسع لإرضاء الخمول بسكوت وتجاهل، ولم يغب مستتراً وراء سراب العلم الفَتَّان ” وإن للعلمِ لَشهوةً “..
إن “الأنموذج الريسوني” ليذكرني بمثال كثيراً ما أردده على مسامع طُلَّابي وإخواني ؛ حيث أن العصر الإصلاحي الحديث عرف نموذجين بارزين: غير أن أحدهما كان إلى الضمور المسالم أقرب منه إلى الظهور المقاوم المراغم؛ وكلهم علماء أجلاء {وكلا وعد الله الحسنى}.
ولكن أبى الله أن يجعل المجاهدين كالقاعدين..
-فالإمام العلامة الجليل الطاهر ابن عاشور المفسر النحرير رغم ما له من مواقف في عصره الزيتوني مع الاستعمار؛فإنها لا ترقى إلى مستوى التحديات التي كانت ولا التي جاءت بعد مع حقبة الرئيس بورقيبة؛ فكان في تفسيره يكاد يكون محظريا صِرفاً بما يتكرر من لوكٍ لعوام الآلات ولبدهيات المعلومات التي يتشبع بها المتفقهون والمتخرجون فغاب في كثير من الأحيان بتفسيره عن واقعه؛ وجعل القرآن كأنه غير معني بما يعيشه من كوارث مع ما له رحمه الله من تأصيلات مقاصدية تشفع له رحمه الله ؛ وما كان لابنه الفاضل ابن عاشور من نزالات ميدانية تجعل ذلك من كسبه رغم سبق وفاة الابن عن الأب رحم الله الجميع ..
-بخلاف ما لو قارنا هذه التجربة القرآنية الفريدة مع خمسة آخرين في نفس السياق:
– بلعربي العلوي في المغرب
– وابن باديس في الجزائر
وثلاثة مصر:
-محمد عبده بتفسيره
-ورشيد رضا بما أخذ من تفسير شيخه عبده
-والحسن البنّا بما أكمل من تفسير رشيد رضا الذي أوصاه بذلك وأخذ عليه العهد مكتوباً أن يفعل؛ ثم تلخصت هذه الثلاثة في تجربة التفسير الإصلاحي الواقعي عبر محاولات سيد قطب رحمه الله في “في ظلال القرآن”-بغض النظر عما قد يُنتقد عليهم كما يُنتقد على كل مفسر وكل بشر-!!
وهو ما لمسناه جليا أيضاً في جهود العلامة الشاهد البوشيخي بفاس ومدرسته المبدعة والتي كان العلامة فريد رحمه الله من أفصح ناطقيها ..
وكما نرى في وِهادِ الجنوب ذلك الرِّباط العلمي الواعد الواعي الذي يقوده العلامة مولود السريري نفع الله به ؛ بتأصيل أعاد لأصول الفقه دوره في حماية الشريعة من كل أنواع السفه والسفهاء الدينيين واللادينيين ..
إن الأثر الكبير هو ما يخلفه هؤلاء الفحول؛ فشتان بين درس تفسير يستظهر مقطوعات لا تخفى على دارس ولا يستفيد منها ناعس؛ وبين درس تفسير هو مجلس تذكير وتحرير وتغيير؛”تذكير بالواجب” و”تحرير من الاستبداد”(وليس تحرير مسألة كهل خنزير البحر حلال؟وهل التقديم يفيد مع التقدير..)!
و”تغيير للواقع” نحو الأصلح ونحو الأحسن ..
أو كما يسميه العلامة الشاهد:”الهدى المنهاجي”؛
بحيث ينشأ جيل يبحث عن الكرامة والعدالة والحرية ؛ لا جيل يتوارى خَلْف نِكاتٍ و سارية ، ولا يتعارض بحمد الله المسلكان ما لم يستأثر أحدهما عن الآخر أو يظن الاستغناء بنفسه أو أن الغاية هو تلك الخطوات ؛ بل أن يكون نموذج الطاهر بن عاشور وسيلة لنموذج ابن باديس وبلعربي ؛ كغاية من أجل استثمار العلم في ميدان التذكير والتطوير والتحرير والتغيير ..
فهذا هو عين العلم وهذه هي حقيقة العالِم ..
جزى الله عنا فضيلة الفقيه الريسوني
وإنه لتوقيعٌ مصكوكٌ -بغض النظر عن قولنا في المسألة وهي طويلة الذيول ؛ مع تقديرنا لهذه المؤسسة طبعاً مؤسسة المجلس العلمي الأعلى ولأجلاء علمائها وما لهم من مواقف تُشكر وتذكَر – إذ قال هذا اللوذعي عن النازلة :
“إن المجلس سُئِل في الأُولى فأجاب ؛ وأُمِر في الثانية فاسْتجاب”.
ولنا في أوضاع العلم والعلماء والأدعياء في مغربنا كلمات أُخر اعتداداً وانتقاداً كتبنا فيها من قبل؛ وربما نبرزها في وقت آخر بتحليل أوسع وأمثلة أكثر بحول الله تعالى ..
وصلى الله على الحبيب رسول الله وآله ..
والحمد لله رب العالمين ..
والله تعالى أعلم.

شهادة الدكتور عصام تليمة:

زر الذهاب إلى الأعلى