ضيف الموقعمقالاتمقالات قضايا دوليةمنوعات ريسونيةمواقف

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو أمته الإسلامية إلى الثبات على ثوابتها، وقضاياها الكبرى، وإفشال كل ما يمس القدس الشريف وبقية الأراضي المحتلة تحت أي غطاء.

  •  6/23/2019 3:57:03 AM

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو أمته الإسلامية إلى الثبات على ثوابتها، وقضاياها الكبرى، وإفشال كل ما يمس القدس الشريف وبقية الأراضي المحتلة تحت أي غطاء.
ويؤكد: أن القدس الشريف وبقية الأراضي المحتلة المباركة لن يقبل بيعها – بأي ثمن – أحد من الشرفاء لا في فلسطين، ولا في العالم الإسلامي، ولا في الضمير الانساني الحي
ويطالب قادة العرب بعقد المؤتمرات وصرف المليارات للتحرير، وليس لتثبيت المحتلين والتزوير.
ويذكرهم بالله حينما يقفون أمامه للسؤال عن المسجد الأقصى أولى القبلتين، وحقوق الأجيال اللاحقة  في أرضها المباركة وبخاصة  القدس الشريف .
ويؤكد أيضا أن وعد الله الحق بالانتصار وعودة الحق إلى أهله هو الذي سيتحقق.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والأسى ما تتعرض له الأمة من التفرق والتمزق والاحتراب الداخلي، وما تتعرض له القضية القدس الشريف والأرض المباركة (فلسطين) من مؤامرات واضحة، ونيات كاشفة، بل خطوات عملية فاضحة، حيث اعترفت أمريكا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتسعى لتنفيذ ما يسمى بصفقة القرن.. 
وبدل الرفض والمقاومة لهذه المؤامرة نرى هرولة بعض قادة العرب وتسابقهم لخدمة الأعداء بالأموال والمؤتمرات، وآخرها ” ورشة الازدهار مقابل السلام ” بالبحرين.
والاتحاد العالمي بحكم مسؤوليته أمام الله تعالى في بلاغ الحق  دون الخشية إلا من الله تعالى – كما هو شعاره – يبين ويؤكد ما يلي:
أولا: يؤكد الاتحاد أن وعد الله الحق في سورة الإسراء وغيرها بانتصار أهل الحق، وعودة الحق إلى أهله في فلسطين، هو الوعد الحق الصادق، وأن وعود الصهاينة وحلفاءهم وأعوانهم وعود كاذبة، وسنرى – إن عاجلا او آجلا – المسجد الأقصى وبقية الأراضي المباركة المحتلة تعود إلى أهلها الفلسطينين.
 ولذلك ندعو الأمة قادة وشعوبا، وعلماء ومفكرين وإعلاميين، بل سائر أصحاب الضمير الحي الإنساني في العالم كله إلى الوقوف مع الحق، وشرف المساهمة في إرجاع الحقوق المسلوبة إلى أهلها.
فتلك فريضة شرعية على المسلمين جميعا وضرورة قومية ووطنية، وواجب إنساني على كل إنسان يؤمن بالحق والعدل ويحس بظلم الظالمين وعذاب المظلومين.
ثانيا: إن الانسان المعتز بكرامته ودينه لا يمكن أن يرضى ببيع شبر من أرضه ووطنه وكرامته وعزته واستقلاله للمحتل المعتدي، ولو بكل ما في هذه الدنيا، فقال تعالى ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )سورة المنافقون الآية 8  
والله در الشاعر العربي إذ يقول :
               فَإِنَّ إِراقَة َ ماءِ الحَياة ِ                      دون إراقة ماء المحيا  
فإذا كانت الفطرة السليمة تأبى القبول بالذل وبيع الوطن، فما ظنك بالقدس الشريف الذي فيه المسجد الأقصى، قبلتنا الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثالث الحرمين الشريفين.
لذلك فإن أي محاولة في هذا النطاق ستبوء بالفشل الذريع، وبالخزي والعار لمن يساهم فيها ويتحمل شيئا من أوزارها.
لذلك يحذر الاتحاد العالمي هؤلاء الذين تسول لهم أنفسهم بأنهم يرضون المحتلين ويهرولون بالمال والمؤتمرات لتحقيق غاياتهم فإنهم لن يرضوا عنهم، يحذرهم من عذاب الله تعالى ومسؤوليتهم عندما يقفون عند المليك الجبار (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) سورة الصافات الآية 24، ومن لعنة الاجيال الحالية واللاحقة.
ثالثا: يدعو الاتحاد الأمة الإسلامية، والمؤسسات الدولية والإقليمية إلى الوقوف مع حق الشعب الفلسطيني، ونضاله وجهاده المشروع شرعاً وقانوناً دوليا ضد المحتلين، حتى يعود إليه حقه الكامل في إقامة دولته على كامل ارضه وعاصمتها القدس الشريف.
رابعاً: ندين بشدة السياسة الأمريكية حيال القدس والقضية الفلسطينية، وفرض هيمنتها بإجبار الحكام العرب على القبول بالتنازل عن القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني، تحت غطاء ما يسمى صفقة القرن، والازدهار مقابل السلام .
كما نستنكر بشدة مشاركة أي دولة عربية أو غيرها في تحقيق هذه الأهداف الخطيرة التي تتعارض مع الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية، بل والإنسانية العادلة.
في الختام يدعو الاتحاد أمته إلى العودة إلى ما فيه عزتها وكرامتها من خلال اعتصامها بحبل الله المتين فقال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) سورة آل عمران  الآية  103.

أ . د علي القره داغي                                أ . د أحمد الريسونى
الأمين العام                                                  الرئيس

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى