مقالاتمقالات أخرىمنوعات ريسونيةمواقف

الريسوني يروي لـ”هوية بريس” تفاصيل الهجوم بالعصي والسكاكين بكلية تطوان ويكشف أنه لن يتابع الرفاق الجناة لهذا السبب

هوية بريس حاوره: نبيل غزال  25 أبريل 2019

1- ماذا وقع أمس الأربعاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان؟

ما وقع هو أنني كنت ألقي محاضرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، في موضوع (الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب)، بدعوة من فرع منظمة التجديد الطلابي، وبترخيص من إدارة الكلية.

وبعد حوالي عشرين دقيقة من انطلاق المحاضرة، وفي جو تام من الهدوء، فوجئنا بغتة بهتافات وصراخ وضجيج، ثم باقتحام جماعي لقاعة المحاضرة، من بضعة عشر فردا، بعضهم يحملون العصي والسكاكين. ثم بدأوا يصيحون بكلام وهتافات.. وأخذوا يضربون على الطاولات، ويقتربون شيئا فشيئا من الطلبة الجالسين في مقاعدهم لسماع المحاضرة.

فتوقفت المحاضرة ووقف الجميع. وبدأ المهاجمون يقتحمون صفوف القاعة ويضربون الطلبة ويقلبون الكراسي والطاولات، إلى أن وصلوا إلى الكاميرا التي كانت تصور المحاضرة فحطموها، ثم بدأ الضرب بالكراسي، ورأيت بعض الطلبة يسقطون أرضا تحت وابل من الضرب والركل. وهنا تكدس عدد كبير من الطلبة عند نهاية القاعة، محاولين حماية زملائهم وافتكاكهم من أيدي المهاجمين. في هذه اللحظات جاءني بعض الطلبة وألحوا علي بالخروج من القاعة، فأمسكوا بي وأحاطوا بي إلى أن أخرجوني من القاعة، وعادوا بي من حيث أتيت..

2- هل تم المس بسلامتكم الجسدية؟

لا لم يتجهوا إلي أصلا، خاصة بعد وقوف جميع الطلبة في وجههم. ولم يمسني من الأذى سوى الصدمة والرعب والخوف على أرواح الطلبة، بعد أن كنا في جو علمي وهدوء وطمأنينة.

3- ما هي الخطوات التي تعتزم اتخذها إزاء هذا الاعتداء؟

أنا شخصيا لا أعتزم اتخاذ أي إجراء، حتى لو كنت قد أصبت مباشرة. فالمسألة عندي ليست مسألة شخصية. هذه قضية دولة ومجتمع، وقضية الجامعة المغربية، التي يعشش فيها هذا السرطان الإرهابي الدموي منذ نصف قرن!! لكني أتساءل: أين النيابة العامة؟ وأين رئيس النيابة العامة؟ وأين الفرقة الوطنية بقدراتها الخارقة؟ وأين وأين..؟؟

4- ما تعليقكم على هذا الهجوم الجبان، ومحاولة تكميم الأفواه بهذه الطريقة الإرهابية من فصيل يساري؟

لقد اتصل بي الكثيرون في شأن ما وقع.. ولكن ما كان يفاجئني ويحرجني هو أن بعض المتصلين من المغرب ومن خارج المغرب يسألونني: هل يوجد مثل هذا في المغرب؟ كيف يقع هذا في الجامعة؟ أما زالت هذه الظواهر موجودة بالمغرب؟ هل الدولة عاجزة عن استئصال جماعة إرهابية معروفة وعلنية؟  فأحار في الجواب وفي تفسير الأمور!

وأنا أكثر ما آلمني وحز في نفسي هو أني ما زلت أتحسر وأتساءل: كيف لطلبتنا أن يدرسوا ويحصِّلوا ويرتقوا في هذا المناخ؟ ومع وجود هؤلاء المجرمين والمحششين، وتحكمهم في الدراسة والامتحانات والأنشطة الطلابية؟!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى