القضية الفلسطينية

الريسوني في حوار عن الربيع العربي والتطبيع.

قدس بريس

الريسوني لوكالة قدس بريس:
الربيع العربي كان فرصة ذهبية للأنظمة للخروج من حالة الوهن والتبعية، بالإصلاح الذاتي والتصالح والتلاحم مع الشعوب والتعويل عليها، لكنهم ضيعوا الفرصة

نص الحوار

  • منذ أغسطس الماضي وحتى الآن وقعت بعض الدولة العربية اتفاقات سلام وتبادل أمني واستراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي، موقفكم كهيئة علماء مسلمين من هذا الأمر؟
    • الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدر عدة بيانات ووثائق تتضمن البيان العلمي لحكم الشرع في هذه الخطوات، وهو أنها محرمة وباطلة، لكونها تشكل خذلانا للشعب الفلسطيني الشقيق وتواطؤا ضده، وغدرا خلفيا له، وتنازلا فعليا عن المسجد الأقصى المحتل.
    ومن جهة أخرى تشكل هذه الخطوات التطبيعية دعما للاحتلال وتشجيعا له على الاستمرار في اغتصابه والتمادي في عدوانه.
  • ما الدور الذي يمارسه اليوم علماء المسلمين تجاه القضية الفلسطينية وما تتعرض له من تهويد واستيطان؟
  • • علماء المسلمين في عمومهم يقفون مع كامل الحقوق الفلسطينية، ويقومون بتوعية المسلمين بحقائقها وأهميتها، وبوجوب الدعم والنصرة للشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، ويجعلون قضية القدس في مقدمة اهتماماتهم الدائمة. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، باعتباره أكبر منظمة للعلماء، لا يتوقف عن المؤتمرات والأنشطة المساندة للقضية الفلسطينية والـمُوَعِّية للمسلمين بها. ومن أهم ما يقوم به العلماء الملتزمون إبطال وتفنيد كل يقوم به التطبيعيون والمشايخ التابعون لهم من تحريف وتضليل بغية تسويغ جريمة التطبيع باسم الإسلام..
    هذا مع العلم أن العلماء لا يملكون إلا قول كلمة الحق وبيانها للناس في كل وقت وحين. أعني أنهم ليس لهم سلطة ولا مال ولا مناصب سياسية. وحتى حرية الكلمة تتعرض للتضييق أو المنع في عدد من البلدان الإسلامية.
  • بعض من تبريرات المطبعين مع الاحتلال أنها في إطار حفظ مصالح الدولة والشعوب، وأنها تدخل في إطار الاجتهاد السياسي وليس الفقهي الشرعي، ما ردكم؟
    • الحكام المطبعون إنما يطبعون خوفا وطمعا، وحفظا لمصالحهم ومصالح أنظمتهم. وربما تعلق بعضهم بأوهام ووعود كاذبة سرعان ما تتبخر ويظهر أنها مجرد خداع وزيف.. واسألوا عن المطبعين القدامى ماذا حققوا لشعوبهم؟ وماذا حققوا للقضية الفلسطينية؟ ما نراه ونعيشه هو أنهم في كل خطوة تطبيعية يتقهقرون إلى الوراء ويتنازلون ويستسلمون أكثر فأكثر.
  • هل يمكن اعتبار حالة الضعف التي تعيشها اليوم الأمة العربية والإسلامية نتيجة أحداث كثيرة ألمت بها لا سيما خلال السنوات العشر الماضية وما يعرف بـ” ثورات الربيع العربي” سببا لإجراء مثل هذه الاتفاقات؟ وبالتالي، كيف يمكن استنهاض الأمة في ظل هذه الحالة؟
    • معظم الأنظمة العربية الحاكمة تعاني من هشاشة النظام وهشاشة العظام؛ وهذا يرجع إلى ضعف المشروعية أو عدمها، وإلى التبعية المزمنة للخارج، وإلى تفشي الفساد والاستبداد.. وكل هذه يُحدث ويوسع ويعمق الفجوة بينهم وبين شعوبهم، فيزدادون تعويلا على الحماية الخارجية والارتماء في أحضانها (أمريكية/ صهيونية/ فرنسية/ روسية…).
    أما الربيع العربي فقد شكل فرصة ذهبية للأنظمة للخروج من حالة الوهن والتبعية، من خلال الإصلاح الذاتي والتصالح والتلاحم مع الشعوب والتعويل عليها، ولكنهم اختاروا الهروب إلى الأمام، وعالجوا عطشهم بإدمان المشروبات المالحة!
  • هل يمكن الشك مطلقا في محبة الشعب المغربي للشعب الفلسطيني ووقوفه على مدار سنوات الاحتلال معه ومع عدالة القضية، وربما تطبيع المغرب جاء صدمة أيضا, كيف تنظر للتطبيع المغرب الأخير مع الاحتلال؟، وإلى خطوة الحزب الإسلامي هناك؟
    • التطبيع هو التطبيع، مشرقيا كان أو مغربيا. لكن التطبيع المغربي كان صادما أكثر من غيره لكون الدولة المغربية لها من المقومات ومن القوة والتماسك ما يغنيها ويبعدها عن هذا السقوط المفجع، لكنها للأسف خضعت في النهاية للمساومات والابتزاز والترغيب والترهيب.
    أما ما أسميته بخطوة الحزب الإسلامي، أي حزب العدالة والتنمية، فالحقيقة أن هذا الحزب لم يتخذ أي خطوة. بل هو كغيره من الناس علم بما وقع من خلال وسائل الإعلام.. فأصحابه ليس لهم من الأمر شيء، فهم يريدون ما لا يستطيعون، ويفعلون ما لا يريدون.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى