حواراتحوارات صحفية

واجبُ الوقت تعميق مقاصد الإسلام واستدامتها

2/2/2015

المصدر: موقع بصائر

أكَّد الدكتور أحمد الريسوني أنَّ النجاح والفشل في الأمور التاريخية والمصيرية للأمَّة الإسلامية لا يُحسبان بسنة أو سنتين، أو جولة أو جولتين، أو جيل أو جيلين، أو قُطْر أو قطرين، موضحاً أنَّ القول بفشل الانتفاضات الشعبية في وطننا العربي وانتصار الثورات المضادة قولٌ سابقٌ لأوانه مفتقد لشروطه.

وفي حوار مقتضب مع “بصائر” قال الفقيه المقاصد أحمد الريسوني: “هناك حملات مضادة تقوم بها قوى الفساد والاستبداد والتخلف، وهي تحقق بعض المكاسب الظرفية، ولكنها ليست نهاية التاريخ”.

أما موضوع علم المقاصد فقد كان حاضراً في حوارنا مع الدكتور الريسوني، وكذا أولويات الدعاة والمربين في خضم الأحداث التي تمرّ بها الأمَّة الإسلامية، فإلى نصّ الحوار:

بصائر: هل ترون أنَّ الثورات المضادة في أكثر من بلد عربي قد نجحت في وأد الربيع العربي؟

الريسوني: النجاح والفشل في مثل هذه الأمور التاريخية لا يُحسبان بسنة أو سنتين، أو جولة أو جولتين، أو جيل أو جيلين، أو قُطْر أو قطرين. فالقول بنجاح الثورات المضادة أو بفشل الانتفاضة العربية الشعبية، هو حكم سابق لأوانه مفتقد لشروطه. نعم هناك حملات مضادة تقوم بها قوى الفساد والاستبداد والتخلف، وهي تحقق بعض المكاسب الظرفية، ولكنها ليست نهاية التاريخ.

بصائر: ما هي الأولويات (واجب الوقت) الذي ينبغي الاحتفاء بها من قبل المربين والدعاة، ومن قبل الشباب المسلم اليوم؟

“علم المقاصد يعطينا البوصلة ويرسم لنا الوجهة، ويحدد لنا الأهدافَ ومراتب الأهداف”

الريسوني: أولويات العلماء والدعاة والحركات الإسلامية يجب أن تكون وأن تظل دوما أولويات دعوية تربوية تعليمية تثقيفية.

هذه أولويات الوقت وأولويات كل وقت؛ لكونها هي أولى الأولويات وأسمى المقاصد في الإسلام ورسالته. فتوسيع هذه المقاصد وتعميقها واستدامتها، في الأفراد والأسر والمجتمعات هي واجب الوقت، وهي الواجب اليومي، وهي الواجب الدائم، وما سواها يجب أن يكون خلفها وفي خدمتها.

بصائر: كيف يستفيد العاملون في ميدان التربية والدعوة من علم المقاصد؟ ما هي معالم هذه الاستفادة وأدواتها؟

الريسوني: علم المقاصد يعطينا البوصلة ويرسم لنا الوجهة، ويحدد لنا الأهدافَ ومراتب الأهداف. وقديماً قالوا: من عرف ما قصد هان عليه ما وجد، ويمكن أن نقول أيضا: من عرف ما قصد، عرف أي طريق يسلك، وأي وسيلة يتخذ، وعرف ما يقدم وما يؤخر. فكل ما يحقق مقصدا من المقاصد الشرعية، أو يحميه أو يقويه أو يقرب إليه، فهو مطلوب. وكلما كان المقصد أعلى وأغلى، فهو أولى.

“أولويات العلماء والدعاة والحركات الإسلامية يجب أن تكون وأن تظل دوما أولويات دعوية تربوية تعليمية تثقيفية”

بصائر: هل من رسالة أمل وبشرى تُبثّ في نفوس وعقول الشباب المسلم اليوم في ظل المحن التي تعصف بالأمّة؟

الريسوني: أول ذلك وأعظمه قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقوله {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}، فأبشروا باليسر مع كل عسر وبعد كل عسر.

وثانياً: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له». فالمؤمن دائماً ناجح رابح؛ فهو دوماً بين أن يكون من الصابرين وأن يكون من الشاكرين، وكلا المقامين فوزٌ عظيم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى