حواراتحوارات صحفية

الحكام سبب تراجع الاهتمام بالقدس

حاوره محمد أعماري-الدوحة

قال الدكتور أحمد الريسوني إن قضية القدس جزء من عقيدة كل مسلم، ولم تغب عن وعي الأمة الإسلامية والشعوب العربية رغم ما تعانيه المنطقة من حروب، وتأثير الحملات المتزايدة على ما يسمى الإرهاب.

وأضاف في حوار مع الجزيرة نت أن ما عرفته الدول العربية تحديدا من ثورات، ثم ما تلاها من ثورات مضادة، أثر على هذه الدول، وأثر سلبا على بعض الدول الإسلامية الأخرى، فتراجعت الحريات وتزايد التضييق والخنق.

وأكد الريسوني أن الدعاة والخطباء والعلماء والمنظمات الإسلامية كلها، يقع عليهم العبء الأكبر في أن تكسر هذا الركود والتضييق وتعطي لقضية القدس وفلسطين أكثر ما تستطيع.

وأضاف أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يسعى لتخصيص شهر كامل بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال الشطر المتبقي من القدس (الجزء المحتل عام 1967)، وسيسمى “شهر القدس” ويتزامن مع شهر رمضان المقبل، مشيرا إلى مجموعة من الفعاليات يتم تحضيرها الآن بهذه المناسبة.

وحمّل الريسوني الحكام المسؤولية تجاه قضية القدس، وقال إنهم أكبر سبب في تراجع الاهتمام بها، “فهم تراجعوا عنها تراجعا مبدئيا وعمليا، ولكن الأهم من ذلك أن تراجعهم هذا هو الذي يؤدي إلى التراجع العام”.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

نود في البداية أن تذكروا القراء الكرام بالأهمية والمكانة التي تحتلها مدينة القدس في وجدان المسلمين؟

– بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه. أما بعد، فأشكر موقع الجزيرة نت على اهتمامه المتميز والمتفرد بالقضية الفلسطينية وبقضية القدس، ومن ذلك تخصيصه صفحة لمدينة القدس، وهي في الحقيقة شبه موقع مصغر مخصص لهذه المدينة المقدسة. وهذه الصفحة قد أسهمت وستستمر في الإسهام في التعريف والتوعية الدائمين بقضية القدس وبالقضية الفلسطينية بصفة عامة. فأشكر أصحاب هذه المبادرة والداعمين لها جميعا، وأشكركم أيضا على هذه الزيارة وهذا الحوار.

وجوابا على سؤالكم أقول: إن المسلمين حينما يذكرون الحرمين الشريفين (المسجد الحرام والمسجد النبوي) يذكرون معهما المسجد الأقصى والقدس الشريف، الذي هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو مذكور في القرآن الكريم، فقد أسري به إليه وعرج به منه إلى السماوات. والقدس أيضا مذكورة في أحاديث نبوية شريفة، وكذا المسجد الأقصى بصفة خاصة، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال في الإسلام، ويجزى على ذلك بثواب عظيم.


القدس تظل حية ومتوهجة وحاضرة في الضمير الإسلامي بصفة عامة، مهما أتت بعض العوادي والفتن التي قد تشغل الناس قليلا أو كثيرا عنها، ولكنها على العموم حية لأنها جزء من عقيدتنا

فالقدس والمسجد الأقصى وفلسطين، هذه الأرض التي بارك الله فيها وبارك حولها، ما دامت مذكورة في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف، وموجودة بقوة في التراث الإسلامي، فهي تلقائيا تظل حية ومتوهجة وحاضرة في الضمير الإسلامي بصفة عامة، مهما أتت بعض العوادي والفتن التي قد تشغل الناس قليلا أو كثيرا عنها، ولكنها على العموم حية لأنها جزء من عقيدتنا ومن شريعتنا وجزء من تراثنا وتاريخنا وحضارتنا، وهي بذلك لا يمكن إلا أن تكون حاضرة، ويجب على العلماء أن يستمروا في تغذية هذا الحضور وتجديده.

لكننا نلاحظ للأسف أن هذا الذي تتحدثون عنه تراجع في وجدان الأمة.. تراجعت مكانة القدس.. تراجع اهتمام الأمة بالقضية الفلسطينية عموما. لماذا هذا التراجع في نظركم؟

– أنا أعتقد أنه ليس هناك تراجع في العمق، لكن كما أشرت قبل قليل، هناك فتن الآن وحرائق في العالم الإسلامي تشغل الناس مؤقتا عن القضية المركزية للأمة. فالإنسان حينما تحل به فتنة أو نكبة، هذا لا يعني أنه نسي والديه أو أولاده أو أحباءه، قد ينشغل عن كل هذا في فترة من الزمن، وقد يقلل الرعاية والخدمة، لكن هذه الأمور عميقة ومتجذرة، والانشغال عنها نسبي، بل هو شيء عابر.

فالنقص في العناية بقضية القدس وفلسطين صحيح، ولكن مرجعه فقط إلى هذه الفتن التي تمزق العالم الإسلامي والعالم العربي تحديدا، والتي نرجو أن تكون عابرة. فشعوب مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن ودول أخرى انشغلت بما تتعرض له من تنكيل وتقتيل وتشتيت، وانشغلت معها الشعوب الأخرى بهذا الذي تعانيه، فبسبب ذلك نقصت العناية بقضية القدس، لكن مكانتها في القلوب لم تنقص ولم تتراجع، والشعوب ما تزال جاهزة لكل دعوة ولكل استنهاض واستنفار في أي مناسبة.

هذا ربما يكون مفهوما ومستساغا في سوريا والعراق وليبيا ومصر وباقي الدول التي تمزقها حروب وفتن داخلية، لكن هناك دول مستقرة أو شبه مستقرة مثل المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وباكستان وماليزيا وغيرها، لم نعد نشهد فيها تلك المظاهرات المليونية المناصرة للقدس وفلسطين، ولم نعد نسمع عن تلك الحملات التضامنية المستمرة، وحملات التبرعات ونصرة القدس وفلسطين.

– كما لا يخفى عليكم، ما عرفته الدول العربية تحديدا من ثورات، ثم ما تلاها من ثورات مضادة، هذا كله أثر على هذه الدول، وأيضا أثر سلبا على بعض الدول الإسلامية الأخرى، فتراجعت الحريات وتزايد التضييق والخنق. وهذه البلدان التي تعتبر مستقرة -وإن كانت أفضل من غيرها- هي أيضا دخلتها هذه الشواغل والفتن والضغوط.


نقصت العناية بقضية القدس، لكن مكانتها في القلوب لم تنقص ولم تتراجع، والشعوب ما تزال جاهزة لكل دعوة ولكل استنهاض واستنفار في أي مناسبة

هذه الفتن والبراكين المتفجرة والنيران المشتعلة في بعض الدول لها انعكاس على بقية الدول، ولكن كما قلت فهذه الأحداث -وأيضا ما يسمى الحرب على الإرهاب- هذه كلها أمور أدت إلى تضييق شديد في الحريات وأثرت على التجمعات والمهرجانات، بل حتى على حرية التعبير. ولكني مع ذلك أعتبر أن هذا كله شيء عابر، وإن شاء الله ستتجدد مكانة القدس والعناية بها، وقضية فلسطين برمتها قضية تؤمن بها جميع الشعوب الإسلامية والشعوب المناصرة للتحرر والحرية.

نحن نعيش دوما بين مد وجزر، هذه مسألة طبيعية في أوضاع المجتمعات وفي السياسات.. نحن الآن نعيش قدرا من الجزر والانكماش والتراجع، وحتى لو استمر سنوات تطول أو تقصر، فهي في ميزان التاريخ ليست إلا لحظات.. نعيش جزرا وتراجعا في الحريات وفي الأعمال التي تتوقف على الحريات.

ما السبل التي ترونها كفيلة بإعادة رفع همة الأمة تجاه القضية الفلسطينية وقضية القدس، وكسر هذه القيود والتضييقات؟

– طبعا إعادة الأوضاع إلى نصابها وإعادتها إلى أفضل ما كانت عليه، وأفضل مما كانت عليه، هذا مسعى يجب أن يكون عاما وليس فقط فيما يخص القدس، لأن قضية القدس حينما يتعلق الأمر بحرية الشعوب وحرية المبادرة، تصبح جزءا من كل، فالآن جميع الأعمال تضررت، حتى العمل الثقافي والعمل الدعوي والعمل التربوي، والعمل الخيري الإنساني الذي كانت تستفيد منه القضية الفلسطينية هو الآخر تعرض لتضييقات كثيرة وحاصرته قوانين دولية وتدخل حتى مجلس الأمن الدولي ورؤساء الدول الكبرى والصغرى للتضييق عليه.

هذه التضييقات كلها يجب على الدعاة والعلماء والمناضلين السياسيين من مختلف المشارب أن يعملوا على التصدي لها وإنهاء حالة الطوارئ هذه وحالة الاستثناء التي نعيشها، وأن يستعيدوا المبادرة، وهذه مسألة تهم الأمة ومستقبلها بصفة عامة وليس فقط قضية فلسطين التي لا شك أنها تستفيد كلما عادت الأوضاع إلى قدر معتبر من الحرية والفاعلية في المجتمعات، فهي قضية كبرى يجب أن يعمل لها الجميع، ولكن قضية القدس بصفة خاصة، نظرا لطابعها الديني العميق، فإن الدعاة والخطباء والعلماء والمنظمات الإسلامية كلها، يقع عليهم العبء الأكبر في أن تكسر هذا الركود والتضييق وتعطي لقضية القدس وفلسطين أكثر ما تستطيع.


نتوجه إلى المسؤولين أولا، ليفرجوا عن الأمة وقدراتها وطاقاتها، ثم ليقدموا ولو حدا ضئيلا من مسؤولياتهم ومن إمكاناتهم لأجل القدس

حرمة فلسطين وحرمة المواطن الفلسطيني المعتدى عليه وعلى أرضه لا تقل عن حرمة القدس وبيت المقدس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب مكة ويذكر حرمتها ويقول “ما أعظمك وأعظمَ حرمتك، ولَلمؤمنُ أعظم حرمة عند الله منك.. إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا: دمَه، وماله، وأن يظن به ظن السوء”. فنحن ندافع عن القدس ونستحضرها ومعها المسجد الأقصى، لكن جميع الفلسطينيين المعتدى عليهم منذ قرابة قرن من الزمن، منذ وعد بلفور، ومنذ الهجمات الإرهابية الصهيونية والتهجير، ومنذ إعلان ما سمي بإسرائيل… تاريخ رهيب من النكبات والمجازر والاعتداءات وسلب الأراضي وطرد الملايين من الفلسطينيين، هذه كلها قضايا يجب أن تظل حية وأن نعيد لها الاعتبار اللازم، فهذه أكثر أهمية وأعظم حرمة من القدس.

 بوصفكم نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما مسؤولية العلماء تجاه القضية الفلسطينية وتجاه القدس تحديدا؟

– قضية فلسطين والقدس حاضرة باستمرار في عمل وبرامج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولا أذكر اجتماعا لمجلس الأمناء أو للأمانة العامة للاتحاد، أو لعموم أعضائه، إلا وقضية فلسطين حاضرة في توصياته ومبادراته. وقد قام رئيس الاتحاد ووفد منه بزيارة إلى قطاع غزة رغم الحصار المضروب عليه، كما زار الاتحاد الجرحى الفلسطينيين في الأردن أيام العدوان على غزة، والتقى القيادات الفلسطينية في دمشق أثناء العدوان أيضا.

ومما يستحق أن يذكر أيضا أن الاتحاد له لجنة دائمة للقدس وفلسطين يرأسها أخونا الدكتور أحمد العمري من لبنان، وهي من أنشط اللجان، وعملها دائم وإن كان الإعلام لا ينتبه له كثيرا، وهي تعقد دورات تعريفية بالقدس في عدد من دول المنطقة تسمى الدورات المقدسية، وطبعت بعض حلقاتها في كتاب، وتعتزم هذه اللجنة والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عموما تخصيص شهر كامل بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال الشطر المتبقي من القدس (القدس الشرقية)، وسنسميه “شهر القدس”، ويتزامن مع شهر رمضان المقبل إن شاء الله، وهناك مجموعة من الفعاليات يتم تحضيرها الآن بهذه المناسبة، ومنها توجيه نداءات إلى الخطباء والعلماء في العالم الإسلامي لكي يحتفوا بهذه القضية في هذه المناسبة ويتناولوها في دروسهم وخطبهم ومحاضراتهم وكتاباتهم.

هذا يمكن أن نسميه جهد المقلين وجهد العزل، فالعلماء كما تعلمون -وخاصة المستقلين منهم- مواطنون عزل، وكثيرون منهم يمنعون حتى من السفر ومن إلقاء محاضراتهم، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الذي حكم عليه ظلما وعدوانا بالإعدام، ويتهيؤون لسحب جنسيته المصرية، ووضعوا اسمه الكريم على قوائم المطلوبين لدى الشرطة الدولية (إنتربول). لذلك أقول إن هؤلاء العلماء المستقلين ناس عزل وجهدهم هو جهد المقل، ولكن الله تعالى يبارك في عملهم وإشعاعهم.

بعد أيام كما قلتم، ستحل الذكرى الخمسون لاحتلال القدس الشرقية، هل من كلمة للأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة؟


مسؤولية الحكام تجاه قضية القدس تتمثل في أنهم أكبر سبب في تراجع الاهتمام بها، فهم تراجعوا عنها تراجعا مبدئيا وعمليا

– كما ذكرت سابقا فالأمة مغلوبة على أمرها، ولذلك قبل أن نتوجه إليها لا بد أن نتوجه إلى المسؤولين أولا، ليفرجوا عن الأمة وقدراتها وطاقاتها، ثم ليقدموا ولو حدا ضئيلا من مسؤولياتهم ومن إمكاناتهم لأجل القدس. والعالم يعرف أن المسجد الأقصى تعرض للإحراق من لدن بعض الصهاينة سنة 1969، وكان من تفاعلات تلك الحقبة من الشعوب والشخصيات والمنظمات الإسلامية أن اضطر قادة العالم الإسلامي إلى عقد مؤتمر قمة في العاصمة المغربية الرباط في سبتمبر/أيلول 1969 بعد شهر من عملية الإحراق، ونجم عن هذا الاجتماع تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي التي أصبحت تسمى الآن منظمة التعاون الإسلامي، فكان من بركات القدس أن استفاد العالم الإسلامي تأسيس أكبر منظمة إسلامية في التاريخ الحديث للمسلمين، وما زالت قائمة وتفرعت عنها منظمات أخرى كالمنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي ندعوها هي أيضا -وهي مؤهلة بحكم اختصاصها وإمكاناتها- لأن تخصص شهرا أو أكثر للاحتفاء بالقدس وقضية فلسطين.

وبعد سنوات من تأسيس منظمة التعاون الإسلامي تأسست لجنة القدس منبثقة عن القمة الإسلامية، وهذه اللجنة كما يدل عليها اسمها وقانونها وأهدافها، مخصصة لنصرة القدس وأهلها بصفة دائمة، ولكنها اليوم تبدو كأنها في غيبوبة أو في حالة موت سريري، وأدعو مرة أخرى باسمي وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى إحيائها وتفعيلها وإعادة اجتماعاتها.

ونحن ندعو المسؤولين ونناشدهم، لأنهم هم الذين سيطلقون سراح الأمة في تبرعاتها واحتفالاتها وتظاهراتها، ومع ذلك فوجود التضييقات لا يعفينا من المسؤولية، بل يجب على المسلمين وعلى طلائعهم من دعاة وعلماء وخطباء وجمعيات أن يستثمروا هذه المناسبة التي نحن فيها ليصعدوا وليحيوا وليخرجوا من هذا الركود الذي غمر القضية الفلسطينية وقضايا كثيرة. وهذه الدعوة سيعمل الاتحاد على تنشيطها وتكرارها وتوجيهها خلال الأشهر والأسابيع المقبلة بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب 67 التي تمخضت عن الاحتلال الكامل للقدس الشريف.

كان لدي سؤال عن مسؤولية حكام العرب والمسلمين تجاه القدس، وسبقتني إليه بالحديث عن ذلك، فهل هناك ما تودون إضافته في هذا الموضوع؟


في المغرب ورغم الظروف التي أشرت إليها والمتعلقة بما يعيشه العالم العربي في السنوات الأخيرة، لم تنقطع الفعاليات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأسابيع الماضية شهدت عدة تظاهرات ووقفات وفعاليات عن قصية الأسرى ويوم الأرض

– مسؤولية الحكام تجاه قضية القدس تتمثل في أنهم أكبر سبب في تراجع الاهتمام بها، فهم تراجعوا عنها تراجعا مبدئيا وتراجعا عمليا، ولكن الأهم من ذلك أن تراجعهم هذا هو الذي يؤدي إلى التراجع العام، فهم حين تراجعوا عن القضية بدؤوا يضيقون حدودهم السياسية ويوسعون توجهاتهم نحو الاعتراف والاستسلام، فمنظمة التعاون الإسلامي مثلا لم يعد لها كبير أثر في قضية القدس، ولجنة القدس معطلة حقيقة. لذا، مسؤولية الحكام عظيمة وجسيمة، ولست أدري هل نشكوهم إلى الله، أم ندعوه أن يهديهم، وعلى كل حال فليختاروا هم ما يريدون.

 للمغاربة مكانة خاصة في القدس، وللقدس مكانة خاصة في المغرب وفي نفوس المغاربة، ماذا يمكن أن يقول الدكتور الريسوني عن هذه المكانة؟

– كل متابع لشؤون القدس يعرف هذه العلاقة الخاصة، والمغاربة يعتزون بها ولهم أوقاف خاصة ومعروفة هناك في المدينة المقدسة رغم بعد الدار. والمغاربة إلى الآن ما يزالون يوجهون تبرعاتهم إلى القدس، وفي المغرب أيضا بيت مال القدس، وهو صندوق رسمي تابع للجنة القدس، وهو ما يزال مفتوحا وأرجو أن توجه له التبرعات، وحسب ما أعلم فهو يقوم بمشاريع ميدانية لتثبيت المقدسيين في أماكنهم ومنازلهم وتقوية معنوياتهم وتعزيز صمودهم.

وفي المغرب، ورغم الظروف التي أشرت إليها، والمتعلقة بما يعيشه العالم العربي في السنوات الأخيرة، لم تنقطع الفعاليات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأسابيع الماضية شهدت عدة تظاهرات ووقفات وفعاليات أخرى تتعلق بقضية الأسرى وبيوم الأرض.

والمغاربة على كل حال لم ينقطعوا عن قضية القدس، لكن -طبعا كما قلت- وقع نوع من التراجع في العالم كله، وأرجو أيضا -كما تحدثت قبل قليل عن المسلمين عموما- أن نتمكن في المغرب من مواصلة هذه الفعاليات المناصرة للقدس ولفلسطين وتقويتها وتكثيفها. ونحن على يقين أن إسرائيل إلى زوال مهما مُدّد لها.. والله المستعان.

المصدر : الجزيرة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى