حول معزوفة العزوف
أ.د أحمد الريسوني
3/2/2023
كثر الحديث والتساؤل عن العزوف وأنواعه وأسبابه:
- عزوف الشباب عن العمل الإسلامي المنظم؟
- عزوف الشباب عن الأحزاب؟
- عزوف الناس عن السياسة والعمل السياسي؟
- عزوف الشباب عن الزواج؟
- العزوف عن الانتخابات؟
- العزوف العام عن التنظيمات الإسلامية؟
لكن، أوَ ما سمعتم عن الطريق السيار، الذي كان يمتلئ بحركة المسافرين، ويعج بأسراب السيارات تنساب وتتدفق، وتتسابق على بساط الطريق الآمن الفسيح، ثم أصيبت فجأة بداء يسمونه العزوف؟
تباطأت حركة السير.. تناقصت أعداد السيارات.. بعض المسافرين رجعوا القهقرى من منتصف الطريق، وعزفوا عن إتمام رحلاتهم.. وبعضهم عزف عن سفره وألغاه.. وبعضم عزف عن سيارته فتركها هناك.. وبعضهم عزف فقط عن هذا الطريق، وراح يبحث عن طريق أخرى يسلكها لسفره.. وبعضهم قالوا: نشقُّ طريقنا الخاص، ولو كان ذلك يشقُّ..
تكلم السياسيون والصحفيون والمحللون والمتفلسفون، عن ظاهرة العزوف عن هذا الطريق، وعن أسباب هذه “العزوفات”..، لكنهم تكلموا “عن بعد”.. تكلموا عن طول هذا الطريق، وعن أخطاء المهندسين فيه، وعن الأعطاب الميكانيكية للسيارات، وعن الازدحام، وعن السائقين الشباب وقلة خبرتهم بالسياقة، وتكلموا عن شدة الحرارة وتأثيرها..
السبب الذي لم يعرفوه، أو عرفوه ولم يذكروه، هو أن هذا الطريق وضعت عليه حواجز متتالية، ونقاط تفتيش مشددة.. فبعض المسافرين يُـمنعون فيرجعون، وبعضهم يُـحتجزون، وبعضهم يضايَقون ويؤخرون، وبعضهم تحتجز سياراتهم ويتركون، وبعضهم تفرض عليهم غرامات، وبعضهم توضع لهم شروط للمرور..
هذا هو الأمر ببساطة وصراحة.. فلا تذهبوا بعيدا.
