مقالاتمقالات مجتمعية

حول أكذوبة فشل التعريب..

بعد أن حقق فريق فرنسا بالمغرب نصرا كبيرا على المنتخب المغربي في مقابلة: (العربية/الفرنسية في التعليم المغربي)، انطلق أنصار الفريق الفرنكفوني ومشجعوه يرددون منتشين أكذوبتهم المفضلة، وهي: فشل التعريب، الذي أدى بدوره إلى فشل التعليم، وإلى البطالة والتخلف عن ركب الحضارة .. إلى آخر ما يلوكون.

مؤخرا انضم الدكتور خالد الصمدي، وبطريقته الخاصة، إلى فريق المتحدثين عن فشل تجربة التعريب للمواد العلمية.

ومما تميز به حديث كاتب الدولة عن التعريبأمران:

الأمر الأول: أنه كاد أن يجهر بالحقيقة، أو بجزء منها، حين أشار إلى أن السبب الذي “فشَّل” سياسة التعريب هو أن التعريب توقف عند نهاية التعليم الثانوي، ولم ينتقل إلى الجامعة.

الأسئلة الملحة هنا هي: مَن منع التعريب من الدخول إلى الجامعة؟ ولماذا تم هذا المنع؟ ولماذا “فشَّلوا” التعريب بهذه الطريقة؟ وهل هذا يعدُّ فشلا حقيقة؟

وإذا كان سبب تفشيل التعريب هو إيقافه عند التعليم الثانوي، ومنعُه من العبور إلى الجامعة، أفلم يكن واجب خالد الصمدي وحزبه وحكومتهم، هو رفع هذا المانع، وترك التعريب يكمل تجربته ويحقق نجاحه، بدل الإجهاز عليه لفائدة الفرنسية؟!

الأمر الثاني: هو أن الدكتور الصمدي حاول التفريق بين التعريب واللغة العربية، ففشلُسياسة التعريب في نظره ليس فشلا للغة العربية، التي مدحها وأشاد بقدراتها وصلاحيتها..

والسؤال المحير هنا هو: ما فائدة هذه الإشادة باللغة العربية وقد حكمتم عليها بالإفراغ والإبعاد، مع النفاذ المعجل؟!

ماذا تستفيد اللغة العربية ممن يشارك في ذبحها، ثم يخرج إلى الناس بمدحها؟!

لقد رأينا الناس هذه الأيام يفتخرون بأكباشهم وبجودتها وسمنها، ويحتفظون بصور تذكارية معها، ثم يكون ما يكون..؛ أعني: يمدحونها ثم يذبحونها؟!

الفرق هو أن أصحابنا يذبحون أولا، ثم يمدحون ثانيا!

قديما قال بعض الحكماء: اللهم اكفني شر أصحابي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى