كلمتي إلى الأسرى
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاته وسلامه على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين.. وبعد،
فهذه كلمة وتحية موجهة إلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.. يشاركني فيها ثلة من الإخوة والأخوات.
إخواننا الأعزاء وأبطالنا الشرفاء، أسرانا الفلسطينيين، نساء ورجالا، شيبا وشبانا، فتيانا وفتيات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تجاوبا مع ما نسمعه ونتناقله من أخبار معاناتكم ونضالاتكم المجيدة في مواجهة السجان المحتل المعتدي المجرم،
واغتناما لمناسبة حلول الشهر الكريم، شهر البطولات والمكرمات، شهر رمضان المعظم،
نحييكم ونعبر لكم عما نكنه وتكنه لكم شعوبكم العربية والإسلامية، من إجلال وتقدير، ومن محبة وتأييد. ونبلغكم تضامننا المطلق مع صمودكم ومشروعية جهادكم.
وإننا إذ نعبر لكم عن شعورنا العميق بالتقصير في حقكم، وبالعجز عن الوفاء بما يستحقه مقامكم وتضحيتكم، لما تعرفونه من ظروف وأحوال مؤسفة، لَنَعدكم بمواصلة الجهود للتعريف بقضيكم، ومواكبة كفاحكم، ومناصرة حقوقكم، بكل ما نستطيعه وما يمكننا الوصول إليه، واضعين أيدينا بأيدي إخواننا الفلسطينيين، في الداخل والخارج الفلسطيني، لتنسيق الخطوات وتصعيد الجهود، لنصرتكم خاصة، ولنصرة قضية الأقصى وفلسطين عامة.
فيا إخواننا وأخواتنا الأعزاء وأبطالنا الشرفاء..
إن صبركم وصمودكم ومواجهتكم للعدو المحتل الغاصب، لهو نوع من أنواع الجهاد، وشكل من أشكال المقاومة.. فأنتم في جهاد فعلي، وفي مقاومة حقيقية.. تقبل الله منكم.
وفي الحديث الصحيح، عن أنس رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال: إن أقواما بالمدينة خلْفنا، ما سلكْنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر).
نؤكد لكم أن جهادكم عزة وشرف لنا، وأن صمودكم منبع أمل واستبشار لقضيتنا ولأمتنا.
ونؤكد لكم:
فلسطينُنا وأقصانا وأسرانا: أهم قضايانا.
قلوبنا معكم والله يحفظكم ويفرج عنكم معززين منصورين.
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171 – 173]
عن ثلة من محبيكم ومناصريكم:
أحمد الريسوني – ليلة الفاتح رمضان1444